“لا تربوا أبناءكم كما رباكم آباؤكم؛ إنهم خلقوا لزمان غير زمانكم”.
يا ترى علاقتنا بأولادنا عاملة ازاي؟ هل احنا بنربيهم بشكل صحيح؟ نعرف ايه عن تربية الأطفال؟
أصعب عمل في الدنيا هو تربية الأطفال لأنه عمل مستمر مفهوش راحة ولا ينفع فيه كسل ولا ينفع تديه لحد تاني يعمله. عشان كده الأم والأب بيحققوا أعظم نجاح في العالم لما يربوا أولادهم صح ويطلعوا جيل صالح بس في الوقت ده بقت التربية صعبة جدا والعيال مبقتش زي زمان ومش عارفين نتعامل معهم. تربية الأطفال مش مجرد مهنة دي مهمة 24 ساعة في اليوم ومعرفتنا بالأخطاء التربوية اللي ممكن نقع فيها هيجنبنا مشاكل كتير وهيفيد ولادنا. كل أب وأم بيسمعوا مصطلحات ومفاهيم كتيرعن تربية الأطفال زي التربية الإيجابية، والتربية بطرق منتسوري، وبنفضل ندور على كورسات هنا وهنا ونقرأ في كتب كتيرعشان نطبق ده على أولادنا وبننسى حاجة مهمة جدا وهي أن أولادنا أنماط بشرية مختلفة مش مجرد آلات ولا ألعاب هتمشي على هوانا ولا هتتصرف بنفس الطرق اللي في الكتب لأن الشخصيات والسمات وردود الأفعال بتختلف، صعب قوي تقيس الأفعال البشرية بالمسطرة وتعملها معادلة. غير أننا لازم نكون عارفين أن حاجات كتير بتأثر في سلوكهم زي البيئة المحيطة والتنشئة. طيب ايه الحل؟ الحل في تدريب تربية الأطفال اللي هيعلم كل أب وأم إزاي يتعاملوا مع أولادهم صح وعلاقتهم بيهم تكون علاقة قوية. بنلاقي مشاكل في التواصل معاهم عشان بيكون فيه gap بين الأجيال وتفكيرهم فمش بنقدر نقدّر احتياجاتهم ومشاعرهم. أحيانا كتير بنتعامل مع أولادنا على أنهم ملكنا، لازم يسمعوا كلامنا في كل حاجة من غير ما يعبروا عن رأيهم حتى من غير ما يبدوا أي اعتراض، لا وكمان بنربيهم بطريقتنا عشان يطلعوا زينا أو يطلعوا زي ما احنا عايزين؛ والنتيجة للأسف بتكون سلبية رغم نيتنا الطيبة لأن الطفل بمجرد ما بيوصل لمرحلة المراهقة بيبدأ التمرد والانسحاب من الأسرة وكتير من المشاكل والخلافات اللي بتزود الفجوة بين الآباء والأبناء.
معرفة كل أم وأب بخصائص المرحلة اللي فيها طفله بتخليه يتعامل معه بشكل صحيح ويتدارك أخطاءه سريعا وبتنشأ علاقة صداقة بين الآباء والأبناء لأنه للأسف كتير مننا بيتعامل مع خلفة العيال على أنها مهنة، واجب بيتقضى، اتجوزنا يبقى أكيد هنخلف وبننسى أن الخلفة دي يعني مشروع حياة، مشروع بناء إنسان هتتحاسب عليه قدام ربنا، إنسان أنت مسؤول عنه وعن تربيته، فازاي أنت متخيل أنك ممكن تزرع بذرة فاسدة وتحصد ثمار صالحة؟! وبنرجع نستغرب ليه ابني طلع عنيف، ليه بنتي عنيدة، ليه ابني مبيسمعش كلامي، ليه بنتي منعزلة، ليه أناني، ليه حساس وخجول؟ ببساطة احنا السبب لأن من زرع حصد. جربوا تسألوا نفسكم:
لازم نكون عارفين أن البيت والأسرة هم المؤسسة التربوية الأولى للطفل فإما تكون قوية وجديرة بالدور ده يا إما الطفل هيعاني من مشاكل وأمراض نفسية كتيرمع التقدم في العمر. الأسرة هي المسؤول الأول عن تربية الطفل تربية سوية صحيحة تنمي شخصية الطفل وتخليه واثق من نفسه وقادر يتفاعل مع المجتمع ويؤدي دوره. لما تكون أساليب التربية غلط ده بينتج عنه آثار سلبية كتيرة على شخصية الطفل، على سبيل المثال فيه أهالي بتستخدم أساليب التسلط ظنا منها أنها كده بتربي الطفل على الطاعة، وأهل بيحموا أولادهم حماية زائدة فبينشئوا طفل متواكل مش عارف يعتمد على نفسه والحياة بالنسبة له صعبة، مثلا التفرقة بين الأبناء يتشكل كراهية وبغض عند الطفل، وغيرها كتير من الأساليب التربوية الخاطئة اللي بيقع فيها الأهل زي التدليل الزائد، والقسوة، وإثارة الألم النفسي، والصراخ الكتير، والضرب، والشتم. وللأسف بسبب الطرق والأساليب دي بنلاقي بعد كده الآباء بيشتكوا من عيالهم أنهم عندهم مشاكل نفسية أو جسدية أو أنهم تمردوا فجأة ومش قادرين يتعاملوا معاهم.
تقول أم لطفلين:
“بنتي عندها ٧ سنين، مش بعمل حاجة غير أني أوبخها وأقلل من قدراتها، مش بشجعها أما تعمل حاجة صح لأني بحس أن هو ده العادي، ولما بتعمل حاجة بالنسبة لها إنجاز زي أنها تختار الفستان اللي هتلبسه وتخليه لايق مع لون التوكة في شعرها، بحسسها أن ده هبل وأنها مخترعتش اختراع يعني… للأسف أنا أمي كانت بتعاملني كده عشان كده انا من غير ما أحس بعمل كده مع بنتي، خلاص هي فقدت الثقة في ومش عارفة أصاحبها، خدت من البيت كله جنب وأنا مش عارفة أعمل معها ايه؟”
نرجع ونقول أن الحل أن الأسرة تدرك أهمية التربية وآثارها على الطفل ويرفعوا الوعي بأنماط وأساليب التربية المناسبة مع ولادهم، وهو ده اللي مؤسسة هويدا الدمرداش بتسعى اليه من خلال تدريب تربية الأطفال اللي بتكمن أهميته في تعلم وسائل التربية الصحيحة المناسبة ومعرفة الأساليب الخاطئة لتجنبها، ورفع وعي الوالدين باحتياجات الأولاد الأساسية، وتعلم مبادئ التربية الصحيحة، وتحقيق التوازن النفسي للطفل وللأسرة.
