جاءني أب وأم في الأربعينيات وابنهم الصغير في الخامسة من العمر وجابوه بعد شوق زي ما بيقولوا ..
الأب والأم محتارين بالولد ومش عارفين يسيطروا عليه بالمرة وهم طبعا مؤمنين بالطريقة التقليدية في التربية وهي :
” شد على ابنك عشان تعمل منه راجل “..
النتيجة الحتمية إنهم شدوا على الولد ليصنعوا منه مشروع بلطجي محترف ..
الولد أمضى ساعة في مكتبي كان فيها يمارس سلوكا عنيفا من صراخ وسوء تصرف بدون أي مبرر يذكر ..
بالنسبة لي كانت هذه التصرفات محاكاة وكأنه يمثل دور الأب والأم معه في البيت ..
والده كان بيناقشني والولد كان زهق وعايز يمشي، فوجدت الطفل فجأه بدأ ينظر إلى وجه أبيه بشراسة وقد اختفت ملامح الطفولة من وجهه وعقد حاجيبه وقرب وجهه من وجه أبيه بصورة مريبة ومخيفة ثم وفجأة صرخ في أبيه قائلا : “يالا ”
وطبعا الطفل كان عايز يكمل بقية الدور اللي فيه بيلعب دور الأب معاه في البيت (باعتراف الأب)، فقمت بسرعة هديت الموقف وشغلت الولد ليهدأ بسرعة قبل أن ينفجر الأب في وجهه وتبدأ معركة الديوك ..
الدروس المستفادة :
الابن مرآة أبيه و أمه ..
دعه يرى السلوك الذي تحب في المرآة لأنه حتما سيحاكي ما رآه من سلوك فيما بعد.
قاعدة تربوية هامة :
لو وجدت من طفلك سلوكا حميدا فابتسم واشكر الله واعلم أنك نفسك إنسان حسن السلوك ..
أما لو رأيت من طفلك سلوكا بغيضا منفرا فلا تقل :
“وآسفاه رزقني الله بابن مشاكس ”
ولكن تحمل المسئولية وقل :
“وآسفاه على ما اقترفت من سلوك سيء سأعمل على تغييره فورا لأجنب ابني محاكاة ذلك السلوك القبيح.”
هدى الله الأمهات و الآباء لحسن التواصل مع الأبناء.