جاءتني طبيبة شابة جميلة ومثقفة وبشوشة وأنيقة في استشارة خاصة..
العجيب في الأمر أنها تشكو أنها تعاني من ضعف الثقة في النفس والذي سبب لها الكثير من المشاكل ومنع عنها الكثير من النجاحات في الحياة التي تستحقها عن جدارة ومن هذه المعاناة عدم الزواج إلى سن الثلاثين.
الأكثر غرابة أنها لا ترى نفسها جميلة وعندما أثني على جمالها تظن أني أتعمد مجاملتها لأعيد ثقتها في نفسها وكذلك تفعل مع كل نعمة حباها بها الله من ذكاء وحسن الحوار وخلافه..
تحدثنا عن طفولتها ليظهر لنا عيانا بيانا سر إحساسها بالدونية الذي لا يليق بشابة حباها الله بالكثير من النعم.
كانت هذه الشابة طفلة في يوم تعيش في بيت يعتنق الشدة كوسيلة للتربية ..
و أسرد لكم هذه القصة البسيطة كنموذج لما عانته وهي طفلة :
كانت متفوقة في المدرسة ولم يثني أحد يوما على تفوقها باعتباره أمر لابد منه ..
ومع ذلك عندما كانت تخطيء في أمر ما وهي طفلة كأن ترسلها الأم لشراء شيء من السوبر ماركت فتنسى وتأتي بغيره مثلا كانت الأم -كعادة الأم المصرية التقليدية- تقوم بتعنيفها وتصرخ في وجهها قائلة :
” انتي غبية ومش نافعة في حاجة غوري من قدامي”
فتهرب البنت إلى غرفتها وهي تبكي..
وكانت -كما تحكي عن نفسها – تخاطب ربها في غرفتها باكية وتقول له ببراءة الطفولة :
” طب انت ياربي خلقتني غبية ..أنا ذنبي إيه بقى ؟”
لو يعلم الآباء والأمهات كيف تؤثر اللغة السلبية على أطفالهم وتعيقهم عن النجاح الذي يستحقون عندما يكبرون لكفوا عن هذا الصراخ المتواصل الذي يتبعه سيل الشتائم وأحيانا الضرب بغير وجه حق .
هدى الله الأمهات و الآباء لحسن التواصل مع الأبناء